عبر الزمن و في كل بقاع الأرض كانت هنالك فكرة التسوق والتي كانت تنبع من حاجة الانسان لأساسيات الحياة من مأكل و لباس و في بعض الأحيان من أجل الحاجات الترفيهية مثل الحلي و البروكار و الحرير، و بما أن طرق التجارة العالمية القديمة كانت تمر من الشرق الأقصى مرورا ببلاد ما بين النهرين والشرق الآوسط إلى الغرب و التي تعتبر من أشهرها طريق الحرير حيث كانت متألفة من شبكة من الطرق التجارية أحدها كانت تمر بما تعرف عليه الآن منطقة مدن دجلة بالقرب من بغداد، حيث كانت القافلة تحط رحالها من أجل بيع المواد والاستراحة و من ثم مواصلة السير. هذه المقدمة التاريخية تظهر كم من الوقت و الجهد والتكاليف كانت تتطلب التجارة في القديم و حتى وقتنا الحالي. إن غلاء أسعار التنقلات و الشحن بالإضافة لغلاء المواد الانتاجية أصلا تجعل الناس تبحث عن طرق بديلة، سريعة و رخصية أيضاُ بآن واحد.
ما من شكّ أن انتشارالانترنيت حالياً قد ساهم بشكل فظيع بتطور كل المجالات منها الاقتصادية والصناعية و الثقافية، و الخ. انتشرت فكرة التسوق عبر الانترنيت او ما يعرف أيضا بالتسوق اون لاين منذ تسعينات القرن المنصرف و قد غيرت فكرة التسوق الرقمي او الالكتروني المفاهيم الرئيسية للتسويق و بشكل عام فكرة التجارة والتسوق. فإذا كانت في التجارة حكراً على مجموعة من الناس في القديم فقد تحولت هذه الفكرة و أصبحت شائعة. ولذلك و كما في المجالات الأخرى فعلى التاجر و رجل الأعمال ان يكون السباق لاستخدام الأدوات التي تساعده على ترويج بضائعه و مواده و من ناحية أخرى على التاجر المعاكس أن يحاول الاستفادة من السوق المفتوح و الخيارات الكثيرة لمتابعة عمله و مسيرته التجارية. وقد كان الانترنيت الحل الأمثل حالياُ للانتشار ليس فقط على صعيد الوطني وإنما على الصعيد العالمي.
و من هذا المنطق فقد بدأ التسوق عبر الانترنيت بالانتشار في البلدان الغربية حيث أن بعض المصادر تقول انها بدأت منذ تأسيس غوغل في عام 1998 و بانتشار موقع آمازون والتي بدأت بفكرة صفحة انترنيت من أجل بيع الكتب،.ثم انتقل التسوق عبر الانترنيت إلى البلدان الغربية الأخرى و بعض البلدان العربية و حاليا فبعض الشبكات الاجتماعية تستعمل أيضاً للترويج و التسويق مثل ال Facebook. أما فكرة التسوق عبر الانترنيت العراق فقد بدأت منذ تقريبا عام 2004 عبر بعض الشركات التي كانت لها علاقات مع الشركات العالمية للتسوق.
فمنذ التغيرات السياسية والاقتصادية التي بدأت في العراق في عام 2003، فقد بدى تغيير ملحوظ في المجال الاقتصادي المتمركز في انتشار عدد من المصارف العربية والأجنبية في العراق. الأمر الذي أدى على انفتاح العراق للسوق العالمي و بالتالي دخول التسوق عبر الانترنيت الذي يسمح للتاجر او حتى المستهلك من الوصول إلى المصادر الأولية للبضائع.
كلنا يعرف أن لولا وجود الانترنيت لن نتمكن من عمل الكثير من الأمور، لذلك انتشار الشركة العنكبوتية الدولية في العراق بعد عام 2003 و سهولة الوصول إليها من ناحية الحصول عليها و كونها مجانية تقريباً مقارنة مع أدوات الترويج الأخرى فتحت المجال للجميع من أفراد ومجموعات و شركات من الاستفادة منها بما يخدم مصالحهم. فقد انتشرت الصفحات التجارية، فمثلاً معظم الشركات التجارية لديها مواقع على الانترنيت لتسهيل الوصول إليها من قبل المصدرين أو المنتجين او المستهلكين حسب نوع الشركة. كما أصبح من الأسهل الدخول و تصفح الانترنيت لرؤية البضائع الموجودة لدى كل من الشركات.
و مثلما كان معروفاً منذ القديم تواجد الأسواق التقليدية حيث يجتمع فيه التجار الذين يملكون من نفس البضائع لكن من مصادر مختلفة و بأسعار مختلفة. حيث يتحادثون و يتناقشون بأمور التجارة عامة كذلك وجدت فكرة تواجد أسواق موحدة على الانترنيت حيث يتمكن أي تاجر أو مستهلك من الدخول عليه في ثواني و رؤية ما يعرض من مواد و أنواع و أسعار.
هكذا أصبح في إمكان الكل في عصرنا أن يكون تاجرا يختار ما يهمه من حيث الجودة و الأسعار و يقوم بعملية الشراء او البيع بحرية على الانترنيت مباشرة. الآن بإمكانية أي شخص في أي مدينة بالعراق لديه سماح بالوصول للانترنيت من التمكن من شراء و بيع ما يرغب به من دون أي وساطة. و ذلك شيء مذهل حيث أن الحدود الجغرافية و المالية و اللغوية لم تعد مشكلة لدى التاجر فأنت قد تجد الصفحات التجارية بعدة لغات و بعدة عمولات تساعدك على وضع خططك الشرائية لوحدك.
قد يكون هناك بعض التعقيدات من حيث تواجد خدمة التوصيل من بلد المنشأ، و بسبب عدم تواجد طرق الدفع المرغوبة في البلاد لكن تطور قطاع المصارف في العراق تساهم في انتشار التجارة عبر اللانترنيت بشكل كبير.
كما أن زراعة اي بذرة تحتاج لتحضير الأرض كذلك فإن الترويج لأي فكرة تحتاج لتحضير الشعوب نفسيا و ثقافيا لاستقبال أفكرا جديدة. و بالطبع حيث أن الناس أنواع فإن ميولهم قد تختلف من حيث الرغبة في النزول للأسواق شخصياُ لشراء الحاجات. لكن التطور الذي يشهده العالم و الذي يجعل من الوقت ذهباً أو سيفاً إن لم تقطعه قطعك فإن الناس قد يفكرون بالتسوق عبر الانترنيت كحل لمشكلاتهم اليومية و لادخار أموالهم و وقتهم و الذي يعتبر من أهم الأشياء حالياً.